ومن منهج المصنف الاحتجاج بالحديث في التفسير وهو يذكر الرواية بدون إسناد أو عزو للمخرجين ومن مواضع ذلك قوله: وروي لي أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بوادي القرى (٢) فقال: يا رسول الله! من المغضوب عليهم؟ قال:"اليهود" قال: ومن الضالون؟ قال:"النصارى"(٣).
وربما ذكر بعض المخرجين ومن ذلك قوله عند تفسير قوله تعالى {وقولوا حطة}(٤) روي لنا مارواه مسلم بإسناده من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}(٥) فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة"(٦).
وذكر أحاديث في التأمين وهي من مشاهير الأحاديث الصحيحة.
وهو لا يلتزم الصحة فيما يورده من أحاديث بل ربما ذكر بعض الأحاديث الضعيفة مثل قوله:
وروي لي أن ابن عباس قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - ما معنى آمين؟ قال:"رب افعل"(٧).
وقال في قوله {وطهر بيتي للطائفين}(٨): قال ابن عباس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله عز وجل في كل يوم عشرين ومائة رحمة ينزلها على البيت:
(١) انظر ابن ظفر الصقلي ص: ١٤٣ - ١٤٩. (٢) وادي القرى: واد بين المدينة والشام كثير القرى. (انظر معجم البلدان ٥/ ٣٩٧). (٣) أخرجه أحمد ٥/ ٢٣ - ٣٣ - ٧٧، وابن جرير ١/ ٨٠ - ٨٣ ورواه ابن مردويه من حديث أبي ذر وحسن إسناده الحافظ ابن حجر (انظر فتح الباري ٨/ ١٥٩) وله طرق كثيرة بألفاظ أخرى. (٤) البقرة: ٥٨. (٥) البقرة: ٥٨. (٦) أخرجه البخاري - كتاب التفسير - باب {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية} رقم ٤٤٧٩، ومسلم - كتاب التفسير ٤/ ٢٣١٢. (٧) أخرجه جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس به وأخرجه الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به. قال الحافظ: وجويبر بن سعيد ضعيف جدًا (التقريب ٩٨٧) وأما الكلبي فقال: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا ترووه (انظر التهذيب ٩/ ١٧٩) (وانظر الدر ١/ ٢٣). (٨) الحج: ٢٦.