قال: سبب نزول هذه الآية أن بعض المشركين سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو "ياالله يارحمن" فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين. قاله ابن عباس؛ فنزلت الآية مبينة أنها أسماء لشيء واحد. (٣)
وقال:
وفي صحيح البخاري (٤) بسنده عن ابن عباس في قوله سبحانه {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}(٥) قال: نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تبارك وتعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت به عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا. (٦)
وفي قوله {يحلفون بالله ماقالوا}(٧)
قال: نزلت في الجلاس بن سويد وقوله: لئن كان مايقول محمد حقا لنحن شر من الحمر فسمعها منه ربيبه أو رجل آخر فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء الجلاس فحلف بالله ماقال هذه الكلمة فنزلت الآية. (٨)
وقال قتادة: نزلت في عبد الله بن أبي سلول وقوله في غزوة المريسيع مامثلنا ومثلهم إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك ولئن رجعنا إلا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقفه
(١) الجواهر ١/ ٢٦٨ والحديث أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ١١٨ وفي إسناده عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر ذكره ابن حبان في المجروحين ٢/ ١٤٦ وقال: استحق الترك. وأخرجه أيضا الطبراني وغيره قال السيوطي: بسند ضعيف (انظر لباب النقول ١/ ٦٦). (٢) الإسراء: ١١٠. (٣) الجواهر ٢/ ٥٠٤ والحديث أخرجه ابن مردويه وغيره (انظر لباب النقول ٢/ ١٦). (٤) كتاب التفسير - باب {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} ٨/ ٤٠٤. (٥) الإسراء: ١١٠. (٦) الجواهر٢/ ٥٠٤. (٧) التوبة: ٧٤. (٨) الجواهر ٢/ ١٨٨، أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس (انظر لباب النقول ١/ ٢٠٢) وأخرج ابن جرير ١٠/ ١٨٥ عن عروة بن الزبير وابن إسحق ومجاهد نحوه. ولم يذكره صاحب الصحيح المسند من أسباب النزول.