عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم. قال: ماتقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}(١)؟ فقال: بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي: أكذلك تقول ياابن عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمه له. قال:{إذا جاء نصر الله والفتح} وذلك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}(٢) فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول. (٣)
وقرأ ابن عباس يوما سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت. (٤)
توفي بالطائف وقد كف بصره سنة ثمان وستين وصلى عليه محمد ابن الحنفية وقال: اليوم مات حبر هذه الأمة.
وعن سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فجاء طائر لم ير على خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها {ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}. (٥)
له كتب لم يدونها وإنما رويت عنه وكثير مما فيها لايصح عنه منها:
التفسير من رواية الكلبي عن أبي صالح عنه. (٦)
تفسير سورة الواقعة. (٧)
غريب القرآن الوارد عن ابن عباس. (٨)
مسائل نافع بن الأزرق: وهي في ألفاظ من القرآن
(١) النصر: ١. (٢) النصر: ٣. (٣) أخرجه البخاري ٨/ ٩٩. (٤) انظر المعرفة ١/ ٤٩٥. (٥) الفجر: ٢٧ والرواية أخرجها الحاكم في المستدرك ٣/ ٥٤٣ وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٩/ ٢٨٥) وقال الذهبي بعد أن ذكرها من طرق: فهذه قضية متواترة (السير ٣/ ٣٥٨). (٦) وهو مطبوع بهامش الدر المنثور بعنوان تنوير المقباس في تفسير ابن عباس، وله نسخ خطية كثيرة انظر لها الفهرس الشامل ١/ ١١، قال السيوطي في معرض كلامه عن طرق التفسير عن ابن عباس: وأوهى طرقه طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فإذا انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب (الإتقان ٢/ ٢٤٢). (٧) منه نسخة في المكتب الهندي وانظر بروكلمان الملحق ١/ ١٣٣، الفهرس الشامل ١/ ١٤. (٨) منه نسخة في عاطف أفندي وانظر سزكين ١/ ٢٧، ٣١، الفهرس الشامل ١/ ١٤ وهي بتنقيح عطاء بن أبي رباح انظر معجم المفسرين١/ ٣١٠.