ونظرًا لإختلاف هذه الروايات في السنة، اختلف العلماء في شأنه، وإليك ما جاء في السنة عن ابن الصياد ثم أقوال العلماء فيه:
ثانيًا: ابن الصياد في السنة النبوية:
أ- عن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال:(إن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في رهط من الصحابة قبل الصياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم (١) بنى مغالة وقد قارب بن الصياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ظهره بيده، ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لابن الصياد: أتشهد أنى رسول اللَّه؟ فنظر إليه ابن الصياد فقال: أشهد أنك نبى الأميين، فقال ابن الصياد لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أتشهد أنى رسول اللَّه؟
فرفضه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال:(آمنت باللَّه ورسله). ثم قال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ماذا ترى؟
قال ابن الصياد: يأتنى صادق وكذاب (٢)، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (خلط عليك الأمر).
ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إني قد خبأت لك خبيئًا)(٣) فقال ابن الصياد: هو الدخ، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إخسأ فلن تعدو قدرك)(٤).
(١) أطم: المكان المرتفع. (٢) يأتينى صادق وكذاب: وهذه طريقة الكهنة وما شابههم. (٣) خبأت لك خبيثًا: أي الآية "يوم تأتى السماء بدخان مبين" كما وقع في رواية آخرى. (٤) اخسأ فلن تعدو قدرك: أي اقعد فقد خبت فلن تستطع مجاوزة القدر الذي يستطع الكهان معرفته والاهتداء إليه بالتخليط على الناس.