١ - روى أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن أبي ذر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (كيف أنت يا أبا ذر وموتًا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف (يعني: القبر)؟!
قلت: ما خار اللَّه لي ورسوله، قال: تصبر. قال: كيف أنت وجوعًا يصيب الناس حتى تأتى مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك؟
قلت: ما خار اللَّه لي ورسوله. قال: عليك بالعفة. ثم قال: كيف أنت وقتلًا يصيب الناس حتى تعرف حجارة الزيت بالدم؟! قلت: ما خار اللَّه لي ورسوله. قال: إلحق بمن أنت منه.
قال: قلت: يا رسول اللَّه، أفلا أخذ بسيفى فأضرب به من فعل ذلك؟
قال: شاركت القوم إذًا، ولكن أدخل بيتك. قلت: يا رسول اللَّه: فإن دخل على بيتى؟
قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق طرف ردائك على وجهك فيبوء بإثمه وإثمك، فيكون من أصحاب النار) (١).
يشير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الفتن والحروب والمظالم التي تحدث بعده ويوضح على الخصوص أن أحجار الزيت (٢) وهو المكان الذي كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يستسقى عنده في المدينة المنورة -ستغرق بالدم من شدة القتل، إشارة إلى استباحة المدينة النبوية الشريفة وما جرى فيها من المظالم التي يندى لها الجبين
(١) صحيح ابن ماجه: ٣١١٧ وهو في صحيح الجامع رقم ٧٦٩٦. (٢) أحجار الزيت: في هذا الحديث إشارة إلى واقعة الحرة الظالمة أيام يزيد.