أولهما: أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يأمر بالإحسان في التعامل مع ذوات الأرواح حتى في القتل والذبح، وينهى عن العبث بها أو أنْ تتخذ هدفًا، أو تقتل صبرًا أو تحرق، فقد ورد عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه "نهى أن يقتل شيء من الدواب صبرًا"(١).
والآخر: أنَّ من الثابت في سيرته -صلى اللَّه عليه وسلم- ما يحدث من شكوى بعض العجماوات إليه، وعلى سبيل المثال: القصّة التي رواها الإمام أحمد عن (الحُمَّرَة)(٢) التي جاءت: "ترف على رأس الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ورؤوس أصحابه"(٣)، فسأل الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابه:"أيكم فجع هذه"؟ فقال رجل من القوم: أنا أصبت لها بيضًا. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اردده"(٤).
وخلاصة القول: أنَّ المراد بالعَالَمِيَّة هنا ما اتسم به تميُّز الأُمَّة
= مواد ملوثة، وكلما ازدادت هذه لتناوله هذه القضية في وقت سابق لظهور أهميتها والأهم من ذلك طرحه التدابير الواقية من فسادها واختلال التوازن فيها؛ لمزيد من الاطلاع على هذا انظر: عبد الوهاب العشري: التلوث البيئي. . والإعجاز العلمي للقرآن الكريم، مجلة تجارة الرياض: ص ٣٤، ٣٥، العدد [٣٧٨]، السنة [٣٣] رمضان ١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م. وانظر: محمد أحمد رشوان: تلوث البيئة وكيف عالجه الإسلام: ص ٤٧ - ٦٩، من منثورات جامعة الإمام، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م. (١) أخرجه مسلم: صحيح مسلم: ٣/ ١٥٥٠، الحديث رقم: (١٩٥٩)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق)، وانظر: مقال مسفر بن سعيد بن دماس الغامدي: رحمه اللَّه. .؛ ص ٢١٩، (مرجع سابق)، مجلة البحوث الإسلاميَّة. (٢) (الحُمَّرَة: بضم الحاء وتشديد الميم وقد تخفف: طائر صغير كالعصفور). ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر: ص ٤٣٩ مادة (حمر)، (مرجع سابق). (٣) أخرجه أحمد: المسند للإمام أحمد: ١/ ٤٠٤، بتحقيق: أحمد شاكر: ٥/ ٣٢٠، الحديث رقم: (٣٨٣٥)، وقال: "حديث صحيح"، (مرجع سابق). (٤) جزء من الحديث السابق نفسه.