أ- العبادة في اللغة: أصلها من الفعل (عَبَد)؛ قال ابن فارس:(عَبَدَ: العين والباء والدَّال أصلان صحيحان، كأنَّهما متضادان؛ الأول. . . يدل على لين وذل، والآخر على شدَّة وغِلَظ)(١).
ويقول في بيان الأصل الأول من هذين الأصلين:(فالأوَّل: العَبْدُ: وهو المملوك، والجماعة العبيد، وهم العباد، إلَّا أن العامَّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد اللَّه، والعبيد المملوكين، يقال: هذا عبدٌ بين العُبُودَة، ولم نسمعهم يشتقو؛ منه فعلًا، ولو اشتق لقيل: (عَبُدَ)؛ أي: صار عبدًا وأقَرَّ بالعُبُودية، ولكنه أُمِيتَ الفِعْلُ فلم يستعمل، وأمَّا عَبدَ يَعْبُدُ عبادةً، فلا يقال إلَّا، لمن يعبد اللَّه تعالى) (٢).
وجاء في اللسان:(العبوديَّة: الخضوع والتذلل، العابد: الموحد. . . عبد اللَّه يَعْبُدُه عبادة ومعبدًا ومعبدة: تأله له، التعبُّد: التنسك. العِبَادة: الطاعة، طريق معبد: مذلل. . .، المُعَبدُ: المُكَرَّم المَعَظَّمُ)(٣).
وقال الراغب الأصفهاني: (العبوديَّة: إظهار التذلَّل، والعبادة ضربان: عبادة بالتسخير، وعبادة بالاختيار، والعبد يقال على أربعة أضرب: الأول: عبد بحكم الشرع، وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه، الثاني: عبد بالإيجاد، وذلك ليس إلَّا للَّه، الثالث: عبدٌ بالعبادة والخدمة، والناس
(١) معجم مقاييس اللغة: مادة (عَبَدَ)، (مرجع سابق). (٢) معجم مقاييس اللغة: مادة (عَبَدَ)، (المرجع السابق نفسه). (٣) ابن منظور: لسان العرب: مادة (عَبَدَ)، (مرجع سابق).