أصل الاستخلاف في اللغة من (خَلَفَ)، وله -كما قال ابن فارس-: (أصول ثلاثة، أحدها: أنْ يجيء شيءٌ بعد شيء يقوم مقامه، والثاني: خلاف قُدَّام، والثالث: التغيُّر؛ فالأول: الخَلَف، والخَلَف: ما جاء بعد، ويقولون: هو خَلَفُ صِدقٍ من أبيه، وخَلَفَ سوء من أبيه؛ فإذا لم يذكروا صدقًا ولا سوءًا، قالوا للجيِّد:"خَلَفٌ"، وللرديِّ:"خَلْفٌ") (١).
وقال الفيروزآبادي:(الخَالِفَة: الأُمَّة الباقية بعد الأُمَّة السالفة والخليفة: السلطان الأعظم. . . كالخليف (وجمعه) خلائف وخلفاء، وخَلَفَه خلافَةً: كان خليفته، وبقيَ بعده) (٢).
وقال الراغب الأصفهاني:(الخلافة: النيابة عن الغير إمَّا لغيبة المَنُوبِ عنه، وإمَّا لموته، وإمَّا لعجزه، وإمَّا لتشريف المُسْتَخْلَف، وعلى هذا الوجه الأخير: استخلف اللَّه أولياءه في الأرض، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}[فاطر: ٣٩]{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ}[الأنعام: ١٦٥]، وقال:{وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ}[هود: ٥٧]، وقال:{وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ}[هود: ٥٧] (٣).
[ب- مفهوم الاستخلاف عند بعض المفسرين والعلماء والباحثين]
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى:{وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ}[هود: ٥٧]:
(١) معجم مقاييس اللغة، مادة (خَلَفَ)، (مرجع سابق). (٢) القاموس المحيط، مادة (خَلَفَ)، (مرجع سابق). (٣) مفردات ألفاظ القرآن: مادة (خلَفَ)، (مرجع سابق).