المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة ومساكن المدنيين في المنطقة المعادية، وإنَّما يجعل الإسلام لهذه المرافق الإنسانية قدسيتها ويحذر من المساس بها، فهذه الوصيَّة التي كان يوصي بها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قادة المسلمين، وكذلك كان موقف الخلفاء الراشدين من بعده (-رضي اللَّه عنهم-) بل لقد ظلت هذه سمة بارزة في جميع الحروب الإسلاميَّة على مرّ العصور) (١).
إنَّ ما تتسم به العقيدة الإسلاميَّة من أخلاق وانضباط راجع إلى مصادرها الأصلية، كتاب اللَّه وسنة المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال تعالى:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة: ١٩٠]، والشاهد من هذه الآية أنَّها حددت ضوابط القتال بـ (أن يكون القتال في سبيل اللَّه أي لنصرة الحق لا في نزوات شخصية أو عنصريَّة. . . وأن يكون مقصورًا على من يقاتل المسلمين. . . وأن لا يكون اعتداءً وتجاوزًا. . كقتل الشيوخ والنساء والذريَّة والضعفاء والرهبان المعتزلين في خلواتهم أو بيوتهم، والترهيب من الاعتداء بعد النهي عنه، بأن اللَّه لا يحب المعتدين)(٢).
ومن السنَّة المطهرة تلك الوصايا الخالدة عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لأمراء جيوشه إذ كان يوصيهم بوصايا متنوعة، منها:
- قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اغزوا جميعًا في سبيل اللَّه، فقاتلوا من كفر باللَّه،
(١) نقلًا عن عماد الدين خليل: قالوا عن الإسلام: ص ٢٢٨، (مرجع سابق). (٢) عبد العظيم بن إبراهيم محمد المطعني: سماحة الإسلام في الدعوة إلى اللَّه والعلاقات الإنسانية (منهاجًا. . . وسيرة): ص ١٥٤، عن مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م. وانظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ٢/ ٢٣٢، ٢٣٣، (مرجع سابق)، ولمزيدٍ من الاطلاع على ضوابط العقيدة الإسلاميَّة في حالة السلم والحرب وقبل القتال وفي أثنائه وبعده. انظر: المطعني: سماحة الإسلام. .: ص ١٥٤ - ١٦٠، (المرجع السابق نفسه).