ومحل "أن" مع اسمها وخبرها نصب بفعل مُقدّر مبني للفاعل، والتقدير:"أن أبا هريرة. . . رُوي أنهما قَالا"، فـ "أنّ أبا هريرة. . . " في محلّ رفع بمتعلّق حرف الجر.
قوله:"فقال": معطوفٌ على "أتى". و"أنشدك اللَّه": فعل ومفعول، ونصب الجلالة بإسقاط الخافض، أي:"أنشدك باللَّه".
وشرط الفعل الواقع حالًا بعد "إلا" أن يكون مقترنًا بـ "قد"، أو يتقدّم "إلا" فعل منفي، كقوله تعالى:{وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ}(٢)[الأنعام: ٤].
ولما لم يأت هنا شرط الحال: قال ابنُ مالك: التقدير: "ما أسألك إلا فعلك"، فهي في معنى كَلام آخر (٣).
قال ابنُ الأثير: المعنى: "أسألك وأقسِم عليك أن ترفع نشيدتي"، أي:"صوتي"، بأنْ تلبي دَعْوتي وتجيبني (٤).
وقال ابن مالك في "شواهد التوضيح": التقدير: "ما نشدتُك إلا الفعل"(٥).
(١) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ٥٣). (٢) بالنسخ: "ما تأتيهم من آية إلا". (٣) انظر: التسهيل (ص ١٠٥)، وشرح التسهيل (٢/ ٢٩٧). (٤) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ٥٣). (٥) انظر: شرح التسهيل (٢/ ٢٧٤)، وإرشاد الساري (١٠/ ٤٠). وهو غير موجود =