للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا يحيى بن حماد، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه قال: كنا جلوسًا عشية الجمعة في المسجد، فقال رجل من الأنصار: أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلًا إن قتله قتلتموه، وإن تكلم جلدتموه، وإن سكت سكت على غيظ، والله لئن أصبحت صالحًا لأسألنَّ رسول اللَّه ، قال: فسأله، فقال: يا رسول اللَّه إن أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلًا فقتله قتلتموه، وإن تكلم جلدتموه، وإن سكت سكت على غيظ، اللَّهم احكم. قال: فأنزلت آية اللعان، فكان ذلك الرجل أول من ابتلي به. انفرد بإخراجه مسلم، فرواه من طرق عن سليمان بن مهران الأعمش، به (١).

وقال الإمام أحمد أيضًا: حَدَّثَنَا أبو كامل، حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد، حَدَّثَنَا ابن شهاب، عن سهل بن سعد قال: جاء عويمر إلى عاصم بن عدي (٢) فقال له: سل رسول اللَّه : أرأيت رجلًا وجد رجلًا مع امرأته فقتله أيقتل به، أم كيف يصنع؟ فسأل عاصم رسول اللَّه فعاب رسول اللَّه المسائل، قال: فلقيه عويمر فقال: ما صنعت؟ قال: ما صنعت إنك لم تأتني بخير، سألت رسول اللَّه فعاب المسائل، فقال عويمر: والله لآتين رسول الله فلأسألنه. فأتاه فوجده قد أنزل عليه فيهما، قال: فدعا بهما فلاعن بينهما. قال عويمر: لئن انطلقت بها يا رسول اللَّه لقد كذبت عليها. قال: ففارقها قبل أن يأمره رسول اللَّه فصارت سنّة المتلاعنين، وقال رسول الله : "أبصروها فإن جاءت به أسحم أدعج العينين، عظيم الأليتين، فلا أراه إلا قد صدق، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة، فلا أراه إلا كاذبًا" فجاءت به على النعت المكروه. أخرجاه في الصحيحين وبقية الجماعة إلا الترمذي من طرق عن الزهري، به (٣).

ورواه البخاري أيضًا من طرق عن الزهري به، فقال: حَدَّثَنَا سليمان بن داود أبو الربيع حَدَّثَنَا فليع عن الزهري عن سهل بن سعد أن رجلًا أتى رسول اللَّه فقال: يا رسول اللَّه! أرأيت رجلًا رأى مع امرأته رجلًا أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فأنزل اللَّه تعالى فيهما ما ذكر في القرآن من التلاعن فقال له رسول اللَّه : "قد قضي فيك وفي امرأتك" قال: فتلاعنا وأنا شاهد عند رسول الله مفارقها، فكانت سنة أن يفرق بين المتلاعنَين وكانت حاملًا فأنكر حملها وكان ابنها يدعى إليها. ثم جرت السنة في الميراث أن يرثها وترث منه ما فرض اللَّه لها (٤).

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حَدَّثَنَا إسحاق بن الضيف، حَدَّثَنَا النضر بن شميل، حَدَّثَنَا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد بن يُثيع، عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه لأبي بكر: "لو رأيت مع أُم رومان رجلًا ما كنت فاعلًا به؟ " قال: كنت والله فاعلًا به شرًا، قال: "فأنت يا عمر؟ " قال: كنت والله فاعلًا، كنت أقول: لعن اللَّه الأعجز فإنه خبيث. قال: فنزلت ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾. ثم قال: لا نعلم أحدًا أسنده إلا النضر بن شميل، عن يونس بن أبي


(١) (المسند ١/ ٤٢١)، وصحيح مسلم، اللعان (ح ١٤٩٥).
(٢) في هذه الرواية ورد ذكر عويمر في القصة، وفي الرواية السابقة هلال بن أمية، وقد جمع الحافظ ابن حجر بأن يكون هلال سأل أولًا ثم سأل عويمر، فنزلت الآية في شأنهما معًا (فتح الباري ٩/ ٤٥٠).
(٣) (المسند ٥/ ٣٣٤)، وصحيح البخاري، التفسير، سورة النور، باب ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ .... ﴾ [النور: ٦] (ح ٤٧٤٥) وصحيح مسلم، اللعان (ح ١٤٩٢).
(٤) صحيح البخاري، التفسير، سورة النور (ح ٤٧٤٦).