﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥)﴾ أي: توسطن ذلك المكان كُلَّهن جُمعَ.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشَجّ، حدثنا عبدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)﴾ قال: الإبل (٣).
وقال علي: هي الإبل. وقال ابن عباس: هي الخيل. فبلغ عليًّا قولُ ابن عباس، فقال: ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس: إنما كان ذلك في سرية بعثت (٤).
قال ابن أبي حاتم وابن جرير: حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس حدثه، قال: بينا أنا في الحِجْر جالسًا، جاءني رجل فسألني عن: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)﴾ فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني فذهب إلى علي ﵁، وهو عند سقاية زمزم فسأله عن ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)﴾ فقال: سألت عنها أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت ابن عباس فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله. قال: اذهب فادعه لي. فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك، والله لئن كان أولَ غزوة في الإسلام بدر، وما كان معنا إلا
(١) زيادة من (ح) و (حم). (٢) زيادة من (ح) و (حم). (٣) أخرجه الطبري من طريق الأعمش به، وسنده منقطع لأن إبراهيم وهو النخعي لم يسمع من ابن مسعود. (٤) سيأتي مسندًا بنحو الرواية التالية.