كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الضحايا - باب قول المضحى: اللهم منك وإليك فتقبل منى. وقول المضحى عن غيره: اللهم تقبل من فلان - ج: 19 - ص: 338

فلَمَّا وجَّهَهُما قال: "إنِّى وجَّهتُ وجهِىَ لِلَّذِى فطَرَ السَّماواتِ والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حَنيفًا وما أنا مِنَ المُشرِكينَ، إنَّ صَلاتِى ونُسُكِى ومَحياىَ ومَماتِى للهِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ له، وبِذَلِكَ أُمِرتُ وأَنا مِنَ المُسلِمينَ، اللَّهُمَّ مِنكَ ولَكَ عن محمدٍ وأُمَّتِه، باسمِ اللهِ واللهُ أكْبَرُ". ثُمَّ ذَبَحَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. لَفظُ حَديثِ عيسَى بنِ يونُسَ. وفِي رِوايَةِ الوَهْبِىِّ: ذَبَحَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَبشَينِ يَومَ العيدِ، فلمَّا وجَّهَهُما قال. فذَكَرَ الدُّعاءَ، ثُمَّ قال: "اللَّهُمَّ مِنكَ ولَكَ، عن محمدٍ وأُمَّتِه". وسَمَّى وذَبَحَ (١).

ورَواه إبراهيمُ بنُ طَهمانَ عن محمدِ بنِ إسحاقَ، وقالَ في الحديثِ: وجَّهَهُما إلَى القِبلَةِ حينَ ذَبَحَ (٢).

وقيلَ: عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن [يَزيدَ بنِ خالِدِ] (٣) بنِ أبي عِمرانَ عن أبي عَيَّاشٍ عن جابِرٍ (٤).

قال الشَّافِعِيُّ رَحِمَه اللهُ: وقَد رُوِىَ عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن وجهٍ لا يَثبُتُ مِثلُه أنَّه ضَحَّى بكَبشَينِ، فقالَ في أحَدِهِما بَعدَ ذِكرِ الله: "اللَّهُمَّ عن محمدٍ وآلِ محمدٍ". وفِي الآخَرَ: "اللَّهُمَّ عن محمدٍ وأُمَّةِ محمدٍ" (٥).

---

(١) المصنّف في فضائل الأوقات (٢١٢). وأخرجه الدارمي (١٩٨٩)، والطحاوى في شرح المعانى ٤/ ١٧٧ عن أحمد بن خالد به. وتقدم تخريجه في (١٩١١٨).
(٢) ذكرها المصنف في فضائل الأوقات عقب (٢١٢).
(٣) كذا في النسخ، وفي مصدرى التخريج وغيرهما: يزيد بن أبي حيب المصرى عن خالد. وينظر تهذيب الكمال ٣٢/ ١٠٢.
(٤) أخرجه أحمد (١٥٠٢٢)، وابن خزيمة (٢٨٩٩) من طريق يزيد عن خالد به.
(٥) الأم ٢/ ٢٤٠.