وكان ﷺ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه (١)، وكان يطيلُ القراءة في صلاته؛ كما جاء عن حذيفة، قال:«صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ … »(٢)، وعن عوف بن مالك، يقول: قمت مع رسول الله ﷺ فبدأ فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي وقمت معه، فبدأ فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف يتعوذ، ثم ركع فمكث راكعًا بقدر قيامه، يقول في ركوعه:«سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء والعظمة» ثم قرأ آل عمران، ثم سورة، ففعل مثل ذلك» (٣)، ثم يوجه النبي ﷺ أصحابه وهو القدوة في ذلك، بأنه «وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه»(٤)، فتبين من هذا الحديث أن من يقوم بالقرآن يكون حاضر الذهن متذكرًا لآياته، متعاهدًا له.
يقول الشيخ عطيه سالم ﵀: «وقد سَمعتُ من الشيخ (٥) -رحمة الله تعالى علينا وعليه- قوله: لا يثبتُ القرآن في الصدر، ولا يسهل حفظه وييسر فهمه إلا