كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه - حديث: إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها - ج: 3 - ص: 133

٣١١٠ - حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجَرْمِيُّ: حدَّثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حدَّثنا أَبِي: أَنَّ الوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ (١) حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ:

أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، مَقْتَلَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، لَقِيَهُ المِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فقالَ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأمُرُنِي بِهَا؟ فَقُلْتُ لَهُ: لَا. فقالَ لَهُ: فَهَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ القَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِمْ (٢) أَبَدًا حَتَّى تُبْلَغَ (٣) نَفْسِي؛ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ على فَاطِمَةَ ﵍، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ على مِنْبَرِهِ هَذَا، وَأَنَا يَوْمَئذٍ مُحْتَلِمٌ (٤)، فَقالَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا». ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ. قالَ: «حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي

⦗١٣٤⦘

فَوَفَى لِي (٥)، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا، وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا».

---

(١) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «الدِّيلِيِّ». وبهامش اليونينية: نصَّ القاضي عياض أنَّ ابنَ حَلْحلةَ دِيليٌ، بكسر الدال وسكون الياء أخت الواو، وصوَّب ذلك. اهـ.
(٢) في رواية ابن عساكر: «إليهِ».
(٣) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(٤) في رواية أبي ذر والحَمُّويي والكُشْمِيْهَنِيِّ: «المُحْتَلِمُ».
(٥) في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَوَفانِي».