كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع - حديث: انظروها فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة فلا أراه - ج: 6 - ص: 307

٧٣٠٤ - حدَّثنا آدَمُ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (١): حدَّثنا الزُّهْرِيُّ:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ (٢) إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، فَقالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَيَقْتُلُهُ، أَتَقْتُلُونَهُ بِهِ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ. فَسَأَلَهُ فَكَرِهَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَسَائِلَ وَعَابَ (٣)، فَرَجَعَ عَاصِمٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَرِهَ الْمَسَائِلَ، فَقالَ

⦗٣٠٨⦘

عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لآتِيَنَّ النَّبِيَّ ﷺ. فَجَاءَ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ خَلْفَ عَاصِمٍ، فَقالَ لَهُ: «قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ قُرْآنًا». فَدَعَا بِهِمَا (٤) فَتَقَدَّمَا فَتَلَاعَنَا، ثُمَّ قالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَفَارَقَهَا وَلَمْ يَأمُرْهُ النَّبِيُّ ﷺ بِفِرَاقِهَا، فَجَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ (٥). وَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَحْمَرَ قَصِيرًا مِثْلَ وَحَرَةٍ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ كَذَبَ (٦)، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَعْيَنَ ذَا أَلْيَتَيْنِ (٧)، فَلَا أَحْسِبُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا». فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الأَمْرِ الْمَكْرُوهِ.

---

(١) في رواية أبي ذر: «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ». كتبت بالحمرة.
(٢) في رواية أبي ذر زيادة: «العَجْلانِيُّ». كتبت بالحمرة.
(٣) في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «وَعابَها». كتبت بالحمرة.
(٤) في رواية أبي ذر: «فَدَعَاهُما».
(٥) صحَّح عليها في اليونينيَّة.
(٦) صحَّح عليها في اليونينيَّة، وزاد في (ب، ص): «عليها»، وضرب عليها نقلًا عن اليونينية.
(٧) بهامش (ب): فتح همزة «أَلْيَتَيْنِ» من الفرع.