الثاني: أنْ يكون المعنى: أنَّها الدار التي لا تفنى ولا تنقطع، ولا تبيد كما يفنى الأحياء في هذه الدنيا، فهي أحق بهذا الاسم من الحيوان الَّذي يفنى ويموت.
والفردوس (١): اسم يُقال على جميع الجنة، ويقال على أفضلها وأعلاها، كأنَّه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات.
وأصل الفردوس: البستان، والفراديس: البساتين. قال كعب:"هو البستان الَّذي فيه الأعناب"(٢). قال الليث:"الفردوس: جنة ذات كروم. يقال: كرم مُفَرْدَس: أي مُعَرَّش". وقال الضحاك:"هي الجنَّة الملتفة بالأشجار"(٣)، وهو اختيار المُبَرَّد. وقال: الفردوس فيما سمعت من كلام العرب: الشجر المُلْتَف، والأغلب عليه العنب (٤)،
(١) قوله {نُزُلًا}. و"الفردوس" سقط من "ج". (٢) أخرجه الطبري في تفسيره (١٦/ ٣٦) وسنده ضعيف. (٣) ذكره البغوي في تفسيره معالم التنزيل: (٥/ ٢١١). (٤) إلى هنا نقله عنه ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (٥/ ١٩٩ - ٢٠٠).