ما في النُّجومِ سِوى تَعِلَّةِ باطِلٍ ... قَدُمَت وَأُسِّسَ إِفكُها تَأسيسا [بحر الكامل]
((.. كان الشعراء في القديم إذا جاءوا بالفعل جاءوا بمصدره في القافية .. ثم كثرت الصناعة، وتشدد فيها القالة حتى صاروا يعيبون ذلك، فأما أبوالطيب فقلما يجيء به، ولا ريب أنه كان يتعمد تركه، وإخلاء الكلام من مثله أحسنُ وأقوى؛ لأنه يجيء بعدما استغنى الكلام، وعُلِمَ الغرض، وإنما يتوصل به إلى تقويم القافية، وصلاح الوزن)) (١).
ـ وقال عند قول أبي تمام:
صَمّاءُ سَمُّ العِدى في جَنبِها ضَرَبٌ ... وَشُربُ كاسِ الرَّدى في فَمِّها شُهُدُ [بحر البسيط]
((إن رويت: ((في فمها)) بالتخفيف صار في البيت زحاف، وقلما يستعمل الشعراء مثله، وهوعندهم جائز، وإن شددت الميم بَطَلَ الزحاف، إلا أن التخفيف أجزل في اللفظ)) (٢).
((هذا من التضمين (٤) الذي يعرفه المحدثون. كانوا أول الأمر يسمونه ((استزادة))، وهذا المصراع في شعر قديم ينشده النحويون ... وقد كانت الشعراء في القديم يأخذ أحدهم
(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٢٦٦ـ٢٦٧]. (٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٧٦]. (٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٥٤ـ ٥٥]. (٤) يشير إلى النصف الثاني من البيت: (قَد ذَلَّ مَن لَيسَ لَهُ ناصِرُ).