وهذا ما يمكن أن نسميه بالتماسك السياقي الذي عبر عنه عبد القاهر الجرجاني بقوله:((أن لا نظم في الكلم ولا ترتيب، حتى يُعلَّق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وتجعل هذه بسبب من تلك)) (١).
وقد صرح التبريزي بأهمية توالي الأبيات في إيضاح بعضها بعضا فقال:
((.. ومثل هذا كثير يتفق في الشعر، يكون البيت يحتمل وجوها، فإذا سمع البيت الذي يليه قصره على واحد من تلك الوجوه)) (٢).
وكثيرا ما نقرأ عند التبريزي العبارات التالية:((والبيت الذي بعده يوضحه)) (٣)، وقوله:((وأتبع ذلك بقوله ـ البيت التالي ـ)) (٤)، وقوله:((ويقوى هذا البيت الذي بعده)) (٥)، وقوله:((والبيت الذي بعده يدل عليه)) (٦)، وقوله:((وهذا تفسير قوله ـ الأبيات التالية ـ)) (٧)، وقوله:((وقد بين الطائي غرضه بقوله ..)) (٨).
يا شارِبًا لَبَنَ اللِّقاحِ تَعَزِّيًا الصبرُ مَن يَقنيهِ وَالحالومُ
وَالمُدَّعي صورانَ مَنزِلَ جَدِّهِ قُل لي لِمَن أَهَناسُ وَالفَيّومُ
[بحر الكامل]
(١) دلائل الإعجاز ص ٥٥ (٢) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٤١٧]. (٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٩٧، ٩٨]، [٤/ ٣٣ب٥٦] (٤) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٩٦ب٥]. (٥) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٣٥٧ب٥]. (٦) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٢/ ٣٣٨ب٩]. (٧) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٠٧ب٣٩]. (٨) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٥٨ب٣].