فالمَجْدُ:"نيل الشَّرف، وقد مَجَدَ الرجل، ومَجُدَ: لغتان، والمَجْدُ: كرم فعاله، والله تبارك وتعالى هو المجيد، تمجَّدَ بفعاله، ومجَّدَهُ خلقه لعظمته، وقال ... - عز وجل -: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥)} [البروج] ... "(١).
وقال ابن منظور:"والمجيدُ: فعيل منه للمبالغة، وقيل: هو الكريم المفضال وقيل: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سمي مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ من فاعِل، فكأَنه يَجْمع معنى الجليل والوهَّابِ والكريم والمجيدُ من صفاتِ الله ـ - عز وجل - ـ، وفي التنزيل العزيز: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥)} [البروج]، وفي أسماء الله تعالى الماجدُ، والمَجْد في كلام العرب الشرف الواسع التهذيب. الله تعالى هو المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله، ومَجَّده خلقه لعظمته، وفي حديث قراءة الفاتحة: "مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني"، وكان سعد ابن عبادة يقول: اللهمَّ هَبْ لي حَمْداً ومَجْداً لا مَجْد إِلا بِفعال ولا فِعال إِلا بمال، اللهم لا يُصْلِحُني ولا أَصْلُحُ إِلا عليه"(٢).
وقال ابن دريد:"والمجد لله تبارك وتعالى: الثناء الجميل. يقال: سبَّح اللهَ ... - عز وجل - ـ ومجَّده، أي ذكرَ الآءه. وقد سمّت العرب مَجْداً وماجِداً ومُجَيْداً"(٣).
وقال الفيروز آبادي:"والمَجيدُ الرَّفيعُ العالِي، والكَرِيمُ، والشَّريفُ الفِعالِ"(٤).
وأما الحمدُ:"نقيض الذََّمِّ، يقال: حمدته على فعله، ومنه المحمدةُ، وقال الله - عز وجل -: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} [الفاتحة] ... "(٥).
وقال الخليل: "يقال: بلوته فأحمدته أي وجدته حميدا محمود الفعال، وحمدته على ذلك، ومنه المحمدة، وحماداك أن تفعل كذا، أي: حمدك، وحماداك أن تنجو
(١) تهذيب اللغة ٣/ ٤٨٤. (٢) لسان العرب ٣/ ٣٩٥. (٣) جمهرة اللغة ١/ ٢١٩. (٤) القاموس المحيط ١/ ٣٢٠، وينظر المحكم والمحيط الأعظم ٣/ ٢٧٦. (٥) تهذيب اللغة ٢/ ٧٧، مادة حمد.