[باب استحباب الرمل في الطواف العمرة وفي الطواف الأول من الحج]
وحدثني محمد بن رافع، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زهير، عن عبد الملك بن سعيد بن الأبجر، عن أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس: أراني قد رأيت رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ قال: فصفه لي. قال: قلت: (رأيته عند المروة على ناقة وقد كثر الناس عليه) قال: فقال ابن عباس: (ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنهم كانوا لا يدعون عنه، ولا يكرهون) ٢/ ٩٢٢.
ــ
قال القاضي عياض:" وقوله: لا يدعون عنه ولا يكرهون، كذا للفارسي، ولغيره: يكهرون، وهو الصحيح، ومعناه ينتهرون"(١).
ثم قال:"وقوله: "كانوا لا يدعَّون عنه ولا يكهرون"، كذا عن العذري وابن ماهان، وعند الفارسي: "يكرهون"، والأول أصوب"(٢).
وقال السيوطي:"لا يدعون" بضم الياء وفتح الدال وضم العين المشددة: أي يدفعون، "ولا يكهرون" بتقديم الهاء على الراء: أي ينتهرون، وفي رواية ابن ماهان والعذري:"لا يكرهون" من الإكراه (٤).
فرواية ابن ماهان "يكهرون" من الإكهار: بمعنى تعكير صفو الوجه بالعبوسة، وغيرها مما يشعر بإستقبال مكره، قال ابن منظور وتبعه الزبيدي: وكَهَرَه يَكْهَرُه كَهْراً: زَبَرَهُ واستقبله بوجه عابسٍ، وانْتَهره تَهاوناً به والكَهْرُ:
(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار١/ ٣٤٠. (٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم ٤/ ٣٤٢. (٣) شرح النووي على مسلم ٤/ ٣٧٤. (٤) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ٣/ ٣٤٨.