حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب (واللفظ لأبي بكر) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قالت اليهود لعمر: لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (٣)} [المائدة]، نعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال: فقال عمر: فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والساعة، وأين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت نزلت ليلة جمع، ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات ٤/ ٢٣١٢.
ــ
قال القاضي عياض:"وفي باب قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، واللفظ لأبي بكر كذا للجلودي، وعند ابن ماهان: لأبي كريب"(١).
وهذا الحديث بلفظ ابن أبي شيبة من رواية المشارقة؛ وبلفظ أبي كريب في رواية المغاربة، فكلاهما صواب، وما ذكره الطبري:"حدثنا أبو كريب، وابن وكيع. قالا: ثنا ابن إدريس , قال: سمعت أبي , عن قيس بن مسلم , عن طارق بن شهاب , قال: قال يهودي لعمر: لو علمنا معشر اليهود حين نزلت هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (٣)} [المائدة] لو نعلم ذلك اليوم اتخذنا ذلك اليوم عيداً. فقال عمر: "قد علمت اليوم الذي نزلت فيه، والساعة , وأين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت؛ نزلت ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفات. قال الطبري: لفظ الحديث لأبي كريب , وحديث ابن وكيع نحوه" (٢)، وهذا يستقيم مع ما وقع لابن ماهان من قول مسلم "واللفظ لأبي كريب" =
(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ١/ ١١٢. (٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: (تأليف: أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري ت٣١٠هـ)، دار الفكر - بيروت - ١٤٠٥، سورة المائدة ذكر من قال نزلت هذه الآية بعرفة في حجة الوداع، ٢/ ٨٦.