حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا وكيع، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم -: {الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه} قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمه؟ قال:{يقيم عنده ولا شيء يقريه به} ٣/ ١٣٥٢.
ــ
قال القاضي عياض:"وقوله في باب الضيافة: "حتى لا يجد ما يقريه به" كذا هو المعروف من القرى، وعند رواة ابن ماهان: "يقوته به" من القوت"(١).
فالقرى: الإحسان إلى الضيف، قراه يقريه قِرىً: أضافه (٢). فيكون التقدير لا يجد ما يضيفه به.
أما القوت:"فهو ما يمسك به الرمق من الرزق، قال ابن سيده: القوتُ، والقيتُ، والقيتة، والقائت: المُسكة من الرزق، وفي الصحاح: هو ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. يقال: ما عنده قوت ليلة، وقيت ليلة، وقيتة ليلة، فلما كسرت القاف صارت الواو ياءً، وهي البُلْغة، وما عليه قوت ولا قوات، والقوت: مصدر قات يقوت قوْتاً وقياتةً"(٣).
وقال ابن الأثير:"ومنه الحديث: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً"، أي بقدر ما يمسك الرمق من المطعم"(٤).
وقال الصاحب بن عباد (٥): والمقيت: الموقوف على الشيء المقتدر، وفي أسماء الله الحسنى: المقيت: هو الحفيظ، وقيل المقتدر، وقيل الذي يعطي أقوات =
(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار ٢/ ١٨٢. (٢) المحيط في اللغة١/ ٤٩٥. (٣) لسان العرب ٢/ ٧٤. (٤) النهاية في غريب الحديث والأثر ٤/ ١٩٥. (٥) المحيط في اللغة ١/ ٤٩٤.