ومأخذ الخلاف: أن إطلاق لفظ الولد عليهم حقيقة أو مجاز؟ والأصحُّ: الثاني.
ومحلُّ الخلاف: إذا وجد النوعان، فلو قال:(وقفت على أولادي) وليس له إلا أولاد أولاد. . حمل عليهم قطعًا نقلاه عن المتولي وأقراه (١).
وقد يقترن باللفظ ما يقتضي عدم دخولهم، كقوله:(على أولادي، فإذا انقرضوا. . فلأحفادي الثلث مثلًا، والباقي للفقراء) كذا قالاه (٢).
ونازع ابن الرفعة في هذا التمثيل، وقال: لعل المراد عند انقراض الأولاد يكون كذلك بعد أن كان لهم شيء غير مقدر، وإنما تظهر القرينة فيما إذا قال:(فإذا انقرض أولادي. . فعلى أحفادي)(٣).
(ويدخل أولاد البنات) قريبهم وبعيدهم (في الوقف على الذرية والنسل والعقب وأولاد الأولاد) أما في الذرية. . فلقوله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} إلى قوله: {وَعِيسَى} وليس هو إلا ولد البنت، والنسلُ والعقب في معناه؛ كما قطعوا به.
و(العقب): هو ولد الرجل الذي يأتي بعده.
وأما أولاد الأولاد. . فلأن البنات أولاده، فأولادهنَّ أولاد أولاده حقيقة.
(إلا أن يقول:"على من ينتسب إليّ منهم") أي: من أولاد أولادي، فلا يدخل أولاد البنات؛ لأنهم لا ينسبون إليه بل إلى آبائهم، وقيل: يدخلون؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحسن بن علي رضي الله عنهما:"إِنَّ ابْنِيَ هَذَا سَيِّدٌ" أخرجه البخاري (٤).
وأجيب: بأنه من خصائصه أن ينتسبوا إليه.
(١) الشرح الكبير (٦/ ٢٧٨)، روضة الطالبين (٥/ ٣٣٦). (٢) الشرح الكبير (٦/ ٢٧٨)، روضة الطالبين (٥/ ٣٣٦). (٣) كفاية النبيه (١٢/ ٧٢). (٤) صحيح البخاري (٢٧٠٤) عن أبي بكرة رضي الله عنه.