فهنا رجع أبو هريرة - رضي الله عنه - عمّا أخذه من الفضل بن العباس في المسألة لما بلغته سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها، ولم يتعصّب لما كان عليه.
٢ - الاعتراف بالفضل.
فالمستدرِك يعترف بفضل مخالفه، بأن الاستدراك عليه لا يُنقص من مكانته، والمستدرَك عليه يعترف بفضل المستدرِك بأن نبهه أو قوّمه.
ومن تطبيقاته بالنسبة للمُستدرِك:
جاء في رسالة الليث إلى مالك في تذكيره إياهُ ما اتفقا عليه من إنكار بعض الأمور على ربيعة بن أبي عبد الرحمن:«وذاكرتُك أنت وعبد العزيز بن عبد الله بعض ما نعيب على ربيعة من ذلك، فكنتما موافقين فيما أنكرتُ، تكرهان منه ما أكره، ومع ذلك - بحمد الله - عند ربيعة خيرٌ كثير، وعقل أصيل، ولسان بليغ، وفضل مستبين، وطريقة حسنة في الإسلام، ومودة صادقة لإخوانه عامة، ولنا خاصة»(٣).
(١) وكان على المدينة، كما صرّحت به رواية البخاري. [يُنظر: صحيحه، (٣/ ٢٩)، ك الصوم، ب الصائم يصبح جنبًا، رقم (١٩٢٦)]. (٢) رواه مسلم في: صحيحه، (٤٩٤)، ك الصيام، ب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب. رقم (٧٥ - ١١٠٩). (٣) كتاب المعرفة والتاريخ، (١/ ٦٩٠).