النموذج السادس: التعبير باقتراحِ الأفضل: (الأولى كذا، أو الأفضل كذا، أو الأحسن كذا، وما شابه. أو ولو قال كذا لكان أفضل، أو أحسن، أو أولى ... ونحوها).
في (البحر الرائق): في كيفية التيمم: «وفي (الْخُلَاصَةِ): وَلَوْ مَسَحَ بِظَاهِرِ كَفِّهِ جَازَ وَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يَمْسَحَ بِبَاطِنِ كَفِّهِ. ا. هـ. وكان الْمُرَادُ بِهِ بَاطِنَ الْكَفِّ وَالْأَصَابِعَ، وَلَوْ قال بِبَاطِنِ الْيَدِ لَكَانَ أَوْلَى» (١).
وفي (مغني المحتاج): «(و) يسن (أن ينتقل للنفل) أو الفرض (من موضع فرضه) أو نفله؛ لتكثير مواضع السجود؛ فإنها تشهد له. ولو قال: وأن ينتقل لصلاة من محل إلى آخر لكان أشمل وأخصر، واستغنى عن التقدير المذكور» (٢).
المجموعة الرابعة: الوصف بسبب الخلل، وتطبيقاتها.
هو أن يصف العمل المستدرك عليه بما تسبب عنه الخلل الذي فيه.
النموذج الأول: الوصف بالوهم.
في (البحر الرائق): «وَلَوْ أَطَالَ الرُّكُوعَ لِإِدْرَاكِ الْجَائِي، لَا تقربًا لله تَعَالَى، فَهُوَ مَكْرُوهٌ، وفي (الذَّخِيرَةِ) وَ (الْبَدَائِعِ) وَغَيْرِهِمَا: قال أبو يُوسُفَ: سَأَلْت أَبَا حَنِيفَةَ عن ذلك فقال: أَخْشَى عليه أَمْرًا عَظِيمًا. يَعْنِي الشِّرْكَ.
وقد وَهِمَ بَعْضُهُمْ في فَهْمِ كَلَامِ الْإِمَامِ؛ فَاعْتَقَدَ منه أَنْ يَصِيرَ الْمُنْتَظِرُ مُشْرِكًا يُبَاحُ دَمُهُ، فَأَفْتَى بِإِبَاحَةِ دَمِهِ، وَهَكَذَا ظَنَّ صَاحِبُ (مُنْيَةِ الْمُصَلِّي)(٣)، فقال: يُخْشَى عليه الْكُفْرُ، وَلَا يَكْفُرُ. وَكُلٌّ مِنْهُمَا غَلِطَ، ولم يُرِدْهُ الْإِمَامُ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - بل أَرَادَ أَنَّهُ يَخَافُ عليه
(١) البحر الرائق شرح كنز الدقائق لزين الدين بن إبراهيم نجيم مع حاشية منحة الخالق لابن عابدين، (١/ ١٨٣). (٢) ... (١/ ٢٨٢). (٣) هو الإمام سديد الدين، محمد بن محمد الكاشغري، (ت ٧٠٥ هـ). [يُنظر: كشف الظنون، (٢/ ١٨٨٦)].