كتاب الاستدراك الفقهي تأصيلا وتطبيقا

المبحث الثاني: ألفاظ مشابهة للاستدراك الفقهي - المطلب الثامن: التعقب والتعقيب - ص: 90

المطلب الثامن: التعقُّب والتعقيب.

التعقُّب والتعقيب مصطلحان مُشابهان للاستدراك الفقهي، وجمعتُهما في مطلب واحد؛ لاتحاد مادتهما، ولتلازمهما. وخطة مناقشة المطلب هي نفسها في المطالب السابقة المشابهة قبله، على النحو التالي:

المسألة الأولى: حقيقة التعقّب والتعقيب لغة.

ترجع معاني (١) مادة (عقب) إلى أصلين (٢):

الأصل الأول: تأخير شيء وإتيانه بعد غيره، فعَاقبَةُ كلِّ شيء: آخره. والمُعَقِّب من كل شيء ما خَلَف بعَقِبِ ما قبله. وتذكر المعاجمُ تحت هذا الأصل معانٍ تُلازم التعقّب والتَّعْقيب زيادة على أصل المادة: من التتبُّع أو الطلب، والتدبّر والنّظر ثانية أو التفحُّص. وقد تُخصِّص المعنى في التعقُّب والعَقْبِ والإِعْقاب والاستعقاب بأنه ذِكْر أمر سيّء بعد تتبُّع. فتقول: «تَعَقَّبْتُ ما صنع فلانٌ، أي تتبعتُ أثره» (٣). وَ «عقَبتُ في إثر الرجل أعقُب عَقْبًا، إذا تناولتَه بما يكره ووقعت فيه» (٤). «ويُقال: عقّبتُ الأمر إذا تدبرتَه ... والتعقُّب: التدبّر والنظر ثانية» (٥). «واستعْقَبْتُ الرجل وتعَقَّبْتُه، إذا طلبتَ عورته وعثرته» (٦).

الأصل الثاني: ارتفاع وشدة وصعوبة، ومنه العَقَبَة، وهي طريق في الجبل.

---

(١) يُنظر - مثلاً - مادة (عقب) في: الصحاح، (١/ ١٨٤ وما بعدها). و: معجم مقاييس اللغة، (٤/ ٧٧ وما بعدها). و: لسان العرب، (١٠/ ٢١٤ وما بعدها). و: أساس البلاغة، (١/ ٦٦٧ وما بعدها). و: القاموس المحيط، (١٠٨ وما بعدها). و: تاج العروس، (٣/ ٣٩٦ وما بعدها).
(٢) يُنظر: معجم مقاييس اللغة، (٤/ ٧٧)، مادة (عقب).
(٣) معجم مقاييس اللغة، (٤/ ٧٩)، مادة (عقب).
(٤) تهذيب اللغة، (١/ ٢٨٠)، مادة (عقب).
(٥) تهذيب اللغة، (١/ ٢٨٠)، مادة (عقب).
(٦) تهذيب اللغة، (١/ ٢٨١)، مادة (عقب). وفي: المعجم الوسيط: «عقَّب فلانٌ ... على فلانٍ: ندّد عليه وبيّن عيوبه وأغلاطه». [(٦١٣). نفس المادة].