(١) الكل يشتغل بنفسه طالباً النجاة كما قال تعالى: [فإذا جاءت الصاخة (٣٣) يوم يفر المرء من أخيه (٣٤) وأمه وأبيه (٣٥) وصاحبته وبنيه (٣٦) لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (٣٧) وجوه يومئذ مسفرة (٣٨) ضاحكة مستبشرة (٣٩) ووجوه يومئذ عليها غبرة (٤٠) ترهقها قترة (٤١) أولئك هم الكفرة الفجرة (٤٢)] من سورة عبس. الصاخة: النفخة، يشتغل المرء بشأنه وعلمه بأنهم لا ينفعونه أو للحذر من مطالبتهم بما قصر في حقهم (يغنيه) يكفيه في الاهتمام به (مسفرة) مضيئة لما ترى من النعيم (غبرة) غبارة وكدورة (قترة) يغشاها سواد وظلمة. أولئك الذين جمعوا إلى الكفر الفجور والفسوق أهـ. (٢) يدعو صلى الله عليه وسلم أن يخفف عذابه وينجي الصالحين. (٣) أي مقلوببين أو مسحوبين عليها أو متعلقة قلوبهم بالسفليات متوجهة وجوههم إليها [أولئك شر مكاناً وأضل سبيلا] والمفضل عليه هو الرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة قوله تعالى: [قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه] كأنه قيل إن حاملهم على هذه الأسئلة تحقير مكانه وتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكاناً وأضل سبيلاً. وقيل إنه متصل بقوله: [أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا] ووصف السبيل بالضلال من الإسناد المجازي للمبالغة أهـ بيضاوي.