قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: ٥٥].
ومعنى التضرع: التذلل والخشوع والاستكانة والخضوع، والإلحاح في المسألة (١).
أي ادعوه حالة كونكم" متضرعينَ أذلَاّءَ خاشعينَ له - جل وعلا - مستشعرينَ ذُلَّكُمْ وفقرَكم وحاجتَكم، وعظمةَ ربكم وكبرياءَه، وشدةَ فقرِكم إليه، وشدةَ غِنَاهُ عنكم"(٢).
وقال تعالى في وصف حال عباده الصالحين عند دعائهم لربهم: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: ٩٠].
"﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ أي: يسألوننا الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها، من مضار الدارين، وهم راغبون راهبون لا غافلون، لاهون ولا مدلون، ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ أي: خاضعين متذللين متضرعين، وهذا لكمال معرفتهم بربهم"(٣).
(١) ينظر: تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر (١٠/ ٢٤٧)، زاد المسير في علم التفسير (٢/ ١٢٩)، تفسير السعدي (٢٩١). (٢) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (٣/ ٣٩٨). (٣) تفسير السعدي (ص ٥٣٠). (٤) أخرجه مسلم (٣/ ٨٥ ط التركية) ح (١٠١٥).