هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم» (١) .
وتنتهي الرجعة بالنسبة للشيعة بالقتل لمن مات من قبل، وبالموت لمن قتل، وهذه النهاية إحدى أغراض الرجعة فهم يقولون في أخبارهم:"ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت، ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل"(٢) .
هذا وكانت عقيدة الرجعة سرًا من أسرار المذهب الشيعي، ولذلك قال أبو الحسين الخياط - أحد شيوخ المعتزلة (٣) . -: "بأنهم قد تواصلوا بكتمانها وألا يذكروها في مجالسهم ولا في كتبهم إلا فيما قد أسروه من الكتب ولم يظهروه"(٤) .
وقد وجدت في كتب الاثني عشرية ما أشار إليه الخياط من التواصي بكتمان أمر الرجعة، حيث روت بعض كتب الشيعة عن أبي جعفر قال:"لا تقولوا الجبت والطاغوت (٥) ، ولا تقولوا الرجعة، فإن قالوا لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا: أما اليوم فلا نقول"(٦) .
وفي رواية أخرى ينسبونها للصادق: "لا تقولوا الجبت والطاغوت وتقولوا الرجعة، فإن قالوا: قد كنتم تقولون؟ قولوا: الآن لا نقول، وهذا من باب التقية
(١) الغيبة للطوسي: ص٢٧٦، بحار الأنوار: ٥٣/٩٢ (٢) تفسير القمي: ٢/١٣١، البرهان: ٣/٢١١، تفسير الصافي: ٤/٧٦، بحار الأنوار: ٥٣/٤٠، وانظر: ص٣٩، ٤١، ٥٣، ٧٧، ١٣٧ من نفس الجزء، وانظر: رجال الكشي: ص٤٠٧-٤٠٨ (٣) كان حيًا قبل سنة ٣٠٠هـ (انظر: معجم المؤلفين: ٥/٢٢٣) (٤) الانتصار: ص٩٧ (٥) قال المجلسي: أي لا تسموا الملعونين بهذين الاسمين، أو لا تتعرضوا لهما بوجه. (بحار الأنوار: ٥٣/٤٠) ، وهو يشير بهذا إلى خليفتي رسول الله وصهريه وحبيبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (٦) بحار الأنوار: ٥٣/٣٩