أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي، وأخذ عهد النبيين على ولاية علي" (١) . وأن "ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء" (٢) . إلى آخر هذه الدعاوى وسيأتي بسط ذلك في نشأة التشيع.
[لفظ الشيعة في التاريخ الإسلامي]
في الأحداث التاريخية في صدر الإسلام وردت لفظ الشيعة بمعناها اللغوي الصرف، وهو المناصرة والمتابعة، بل إننا نجد في وثيقة التحكيم بين الخليفة علي، ومعاوية - رضي الله عنهما - ورود لفظ الشيعة بهذا المعنى، حيث أطلق على أتباع علي شيعة، كما أطلق على أتباع معاوية شيعة، ولم يختص لفظ الشيعة بأتباع عليّ.
ومما جاء في صحيفة التحكيم: "هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وشيعتهما.. (ومنها) : وأن علياً وشيعته رضوا بعبد الله بن قيس، ورضي معاوية وشيعته بعمرو بن العاص.. (ومنها) : فإذا توفي أحد الحكمين فلشيعته وأنصاره أن يختاروا مكانه. (ومنها) : وإن مات أحد الأميرين قبل انقضاء الأجل المحدود في هذه القضية فلشيعته أن يختاروا مكانه رجلاً يرضون عدله" (٣) .
وقال حكيم بن أفلح - رضي الله عنه -: "لأني نهيتها - يعني عائشة - أن تقول في هاتين الشيعتين شيئاً" (٤) . وقد أورد شيخ الإسلام ابن تيمية هذا النص، ليأخذ منه دلالة تاريخية على عدم اختصاص عليّ باسم الشيعة في ذلك الوقت (٥) .
(١) البحراني/ تفسير البرهان: ١/٢٦ (٢) أصول الكافي: ١/٤٣٧ (٣) الدينوري/ الأخبار الطوال ص: ١٩٤-١٩٦، وانظر: تاريخ الطبري: ٥/٥٣ - ٥٤، محمد حميد الله/ مجموعة الوثائق السياسية ص: ٢٨١-٢٨٢ (٤) هذا جزء من حديث طويل في صحيح مسلم في باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض: ٢/١٦٨-١٧٠ (٥) انظر: منهاج السنة: ٢/٦٧ (تحقيق د. محمد رشاد سالم)