اشتهرت ضلالة التّجسيم بين اليهود (١) ، أوّل من ابتدع ذلك بين المسلمين هم الرّوافض، ولهذا قال الرّازي:"اليهود أكثرهم مشبّهة، وكان بدء ظهور التّشبيه في الإسلام من الرّوافض مثل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبد الرحمن القمي وأبي جعفر الأحول"(٢) .
وكل هؤلاء الرجال المذكورين هم ممن تعدهم الاثنا عشرية في الطليعة من شيوخها، والثقات من نقلة مذهبها (٣) .
(١) وفي كتاب الله سبحانه أدلة على تلبس اليهود بهذا الضلال. قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} التوبة، آية: ٣٠.... وفي التوراة المتداولة اليوم بين اليهود أمثلة عديدة لفشو ضلالة وصف الله سبحانه بصفات المخلوقين بينهم منها ما يلي: "وسمعا (يعني آدم وحواء) صوت الرب الإله ماشيًا" (سفر التكوين، الفصل الثالث، فقرة ٨) ، ومنها: "ثم صعد موسى وهارون.. وسبعون رجلاً من شيوخ بني إسرائيل ورأوا إله إسرائيل وتحت قدميه كصنعة بلاط.. وكذات السماء صفاء" (سفر الخروج، الفصل الرابع والعشرون، فقرة: ٩، ١٠، ١١) . وأمثلة كثيرة على هذا النمط وأشد، وللمزيد من أمثلة هذه الافتراءات انظر: سفر التكوين، الفصل ٣٢ فقرة٢٢، وسفر تثنية، الفصل ٣٤، فقرة ١٠، سفر القضاة، الفصل ٦، فقرة ١١، سفر الخروج، فصل ٢٤، فقرة ٤.. إلخ. (٢) اعتقادات فِرق المسلمين والمشركين: ص٩٧ (٣) انظر: محسن الأمين/ أعيان الشيعة: ١/١٠٦، وهؤلاء في كتب الفرق أصحاب طوائف منسوبة لأسمائهم. قال الأشعري: "الهشامية أصحاب هشام بن الحكم.." (مقالات الإسلاميين: ١/١٠٦) و"اليونسية أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمي" (السابق: ١/١١٠) ، و"الهشامية أصحاب هشام بن سالم الجوليقي" (السابق: ١/١٠٩) ، والجميع ينتظمهم سلك الرفض