صاحب بحار الأنوار ليجمعها في باب أكثر صراحة على التأكيد على رؤية الإمام للملك حيث جعل عنوانه "باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم"(١) .
وتتحدث رواية أخرى لهم عن أنواع الوحي للإمام فتذكر أن جعفراً قال:"إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة تقع على الطشت (كذا) ، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل"(٢) .
وثمة روايات أخرى في البحار بهذا المعنى (٣) . وكأنهم بهذا المقام أرفع من النبي الذي لا يأتيه إلا جبرائيل، وتأتي روايات تبين هذه الصورة التي أعظم من جبرائيل وميكائيل بأنها الروح (٤) . عندهم، وقد خصها صاحب الكافي بباب مستقل بعنوان:"باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة"، وذكر فيها ست روايات (٥) ، منها:"عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ} قال: خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده"(٦) .
ومعلوم أن الروح في هذه الآية المراد بها القرآن، كما يدل عليه لفظ الآية {أَوْحَيْنَا} ، وقد سماه الله سبحانه روحاً لتوقف الحياة الحقيقية على الاهتداء به (٧) . وكأن هذه
(١) بحار الأنوار: ٢٦/٣٥٥ وما بعدها (٢) بحار الأنوار: ٢٦/٣٥٨، بصائر الدرجات ص: ٦٣ (٣) انظر: بحار الأنوار: ٢٦/٣٥ وما بعدها، الروايات رقم: ١١٠، ١١١، ١١٢، ١٣٠ (٤) وقد ورد في معاني الأخبار لابن بابويه تفسير للروح بأنها - كما يقول إمامهم -: "عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل". عيون الأخبار ص: ٣٥٤ (٥) أصول الكافي: ١/٢٧٣-٢٧٤ (٦) أصول الكافي: ١/٢٧٣ (٧) شرح الطحاوية: ص ٤