قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة ﵀: «والرضى بالقضاء ثلاثة أنواعٍ:
(أحدها): الرضى بالطاعات؛ فهذا طاعةٌ مأمورٌ بها.
و (الثاني): الرضى بالمصائب؛ فهذا مأمورٌ به: إما مستحبٌّ، وإما واجبٌ.
و (الثالث): الكفر والفسوق والعصيان؛ فهذا لا يُؤمر بالرضى به، بل يُؤمر ببغضه وسخطه؛ فإن الله لا يحبُّه ولا يرضاه» (١).
وقال ﵀:«ولم يأمر بالرضى بالمقدور، ولكن أمر بالرضى بالمشروع.
فالمأمور به يجب الرضى به، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة: ٥٩]» (٢).
وقال ابن القيِّم ﵀:«الحكم والقضاء نوعان: دينيٌّ وكونيٌّ؛ فالدينيُّ يجب الرضى به، وهو من لوازم الإسلام»(٣).
القسم الثاني: ما يُقدَّر على العبد من النعم والمسرَّات، أو النقم والمصائب مما لا يدخل في اختياره، فهذا يُشرَع الرضى به. وقد احتُجَّ للرضى بهذا بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن: ١١].
قال علقمة بن قيسٍ:«هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلِّم ذلك ويرضى»(٤).
ومن السنَّة: قول النبي ﷺ: «عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ
(١) مجموع الفتاوى (١٠/ ٤٨٢)، جامع الرسائل (٢/ ١٠٦). (٢) منهاج السنة (٣/ ٢٠٤). (٣) شفاء العليل (٢/ ٧٦٢). (٤) تفسير الطبري (٢٣/ ١٢).