وذكر الشَّيْخ قُطْب الدّين فِي «تاريخه» أنّ سنانا سيَّر إِلَى صلاح الدّين- رحِمَه اللَّه- رسولا، وأمره أن لا يؤدّي رسالته إلّا خَلْوةً، ففتَّشه صلاح الدّين، فلم يجد معه ما يخافه، فأخلى لَهُ المجلس، إلّا نفر يسير، فامتنع من أداء الرسالة حَتَّى يخرجوا، فأخرجهم كلَّهم، سوى مملوكين، فَقَالَ: هاتِ رسالتك. فَقَالَ: أُمِرْت أن لا أقولها إلّا فِي خَلْوة. فَقَالَ: هذان ما يخرجان، فإنْ أردتَ تذكر رسالتَك، وإلّا فقُمْ. قَالَ: فلِمَ لا يَخْرُج هذان [١] ؟ قَالَ:
تقدُّمي أخَّرني فيهُمُ ... مَنْ ذَنْبُه الإحسانُ ما يصنع؟
[٣]
[١] في الأصل: «هاذان» . [٢] البيتان فقط في التذكرة لابن العديم، ورقة ٢٤٤. [٣] ومن شعر سنان: لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى ... طرّا لكنت صديق كلّ العالم لكن جهلت فصرت تحسب أنّ من ... يهوى خلاف هواك ليس بعالم