{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}(١). وفي المسند (٢) عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا: "الشاهد يومُ عرفة، والمشهود يوم الجمعة". وخرَّجه الترمذي (٣) مرفوعًا. ورُوي ذلك عن علي (٤) من قوله. وخرَّج الطبراني (٥) من حديث أبي مالك الأشعريّ مرفوعًا: "الشاهدُ يومُ الجمعة، والمشهود يومُ عَرَفَة". وعلى هذا فإذا وقَعَ يومُ عرفة في يوم جمعة فقد اجتمع في ذلك اليوم شاهدٌ ومشهودٌ.
ومنها: أنَّه روي أنَّه أفضل الأيام؛ خرَّجه ابنُ حبَّان في صحيحه (٦)، من حديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"أفضَلُ الأيام يومُ عَرَفَةَ". وذهب إلى ذلك طائفة من العلماء. ومنهم من قال: يومُ النَّحْر أفضَلُ الأيام؛ لحديث عبد الله بن قُرْطٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"أعظمُ الأيام عندَ اللهِ يومُ النَّحْرِ، ثم يوم القَرِّ". خرَّجه الإمام أحمد (٧) وأبو داود والنسائي وابنُ حبان في صحيحه، ولفظه: أفضَلُ الأيَّام.
ومنها: أنَّه رُوِي عن أنس بن مالكٍ أنَّه قال: كان يقال: يومُ عرفَةَ بعشرة آلاف يومٍ، يعني في الفضل. وقد ذكرناه في فَضْل العَشْر. ورُوِي عن عطاء، قال: من صام يومَ عرفة كان له كأجر ألفي يوم.
ومنها: أنَّه يومُ الحجِّ الأكبر عند جماعةٍ من السلف، منهم عُمَرُ وغيرُه. وخالفهم آخرون، وقالوا: يومُ الحجِّ الأكبر يومُ. النَّحر. ورُوِي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومنها: أن صيامَه كفَّارَةُ سنتين، وسنذكر الحديث في ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ومنها: أنَّه يومُ مغفرةِ الذنوب والتجاوز عنها، والعِتقِ من النار، والمباهاةِ بأهل الموقف؛ كما في "صحيح مسلم"(٨) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:
(١) سورة البروج الآية ٣. (٢) مسند أحمد ٢/ ٢٩٨. (٣) رقم (٣٣٣٦) في التفسير، وقد مضى تخريجه. (٤) زاد المسير ٩/ ٧١. (٥) خرجه الطبراني في الكبير ٣/ ٢٩٨، والهندي في "الكنز" برقم (٢٩٣٩) عنه. (٦) ٦/ ٦٢ في الوقوف بعرفة والمزدلفة، و (١٠٠٦) موارد، وقد سبق ذكر الحديث. (٧) مسند أحمد ٤/ ٣٥٠، و "صحيح الجامع الصغير" برقم (١٠٦٤). وقد سبق ذكر الحديث وتخريجه. (٨) رقم (١٣٤٨) في الحج: باب في فضل الحج والعمرة يوم عرفة، والنسائي ٥/ ٢٥١ - ٢٥٢ في الحج: باب ما ذكر في يوم عرفة.