فيا ضيعَةَ ما أنفقْتُ في الأيَّامِ (١) من عُمْرِي
وما لي في الَّذي ضَيَّعْتُ من عُمْرِي مِن عُذْرِ
فما أَغفَلَنا عن وا … جباتِ الحَمْدِ والشكرِ
أَمَا قَدْ خصَّنا الله … بِشَهْرٍ أيَّما شَهْرِ
بشهرٍ أَنْزَلَ الرَّحما … نُ فيهِ أَشْرَفَ الذِّكْرِ
وهل يشبهُهُ شَهْرٌ وفيهِ لَيْلَةُ القَدْرِ
فكم من خبرٍ صَحَّ … بما فيها مِن الخير (٢)
رَوَيْنا عَنْ ثِقاتٍ أنَّها تُطْلَبُ في الوِتْرِ
فطُوَبى لامرئٍ يطلبُها في هذه العَشْرِ
ففيها تَنزِلُ الأملَا … كُ بالأنوارِ والبِرِّ
وقد قال: سَلامٌ هِيَ حتَّى مطلعَ الفَجْرِ
أَلَا فادَّخِرُوها … إنَّها مِن أَنْفَسِ الذُّخْرِ
فكَم مِن مُعْتَقٍ فيها … مِنَ النَّارِ ولا يَدْرِي
* * *
المجلس الخامس في ذكر السَّبع الأواخر من رمضان
في "الصحيحين" (٣) عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجالًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أُرُوا ليلةَ القَدْرِ في المنام في السَّبْعِ الأواخر، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرى رؤياكم قد تَوَاطأَتْ في السَّبع الأواخر، فمن كان مُتَحَرِّيها فَلْيَتَحَرِّيها في السَّبع الأواخر". وفي صحيح مسلم (٤) عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمِسُوها في العشر
(١) في آ: "الآثام".
(٢) في آ، ش: "الجبر"، وفي ع: "الأجر".
(٣) أخرجه البخاري رقم (٢٠١٥) في صلاة التراويح: باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، وفي التعبير: باب التواطؤ على الرؤيا. ومسلم رقم (١١٦٥) في الصيام: باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها.
(٤) رقم (١١٦٥) في الصيام.