وفي "الصحيحين"(١) عن أنس، قال:"كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أحسَنَ النَّاسِ، وأَشْجَعَ النَّاسِ، وأجْوَدَ الناس". وفي "صحيح مسلم"(٢) عنه، قال:"ما سُئِلَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام شيئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، فجاءَهُ رَجُلٌ فأعطاه غَنَمًا بين جَبَلين، فرجَعَ إلى قَوْمِهِ، فقال: يا قومِ، أسْلِموا؛ فإنَّ محمَّدًا يُعطِي عَطَاءَ مَنْ لا يَخْشَى الفَاقَةَ". وفي رواية له: إن رجلًا سأَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - غَنَمًا بين جَبَلين، فأعطاه إياهُ، فأتى قومَه، فقال: ياقوم، أسْلِمُوا؛ فإنَّ محمدًا يُعطِي عطاءً ما يخافُ الفَقْرَ.
قال أنس: إن كان الرجل لَيُسْلِمُ ما يريد إلَّا الدنيا، فما يُمسِي (٣) حتى يكونَ الإِسلامُ أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها. وفيه (٤) أيضًا: عن صَفْوانَ بن أميَّة، قال: لقد أعطاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ما أعطاني، وإنَّه لمِنْ أبغَضِ النَّاسِ إليَّ، فما بَرِحَ يُعطيني حتَّى إنَّه لأحَبُّ النَّاسِ إليَّ. قال ابنُ شهاب (٥): أعطاه يومَ حنينٍ مائةً مِن النعم، ثم مائةً، ثم مائةً. وفي مغازي الواقِدي (٦) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطَى صفوانَ بن أميَّة يومئذ واديًا مملوءًا إبلًا ونَعَمًا، فقال صفوان: أشهدُ ما طابَتْ بهذا إلَّا نفسُ نَبيٍّ. وفي "الصحيحين"(٧) عن جُبَيْر بن مُطْعِمٍ: أن الأعراب عَلِقُوا بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرْجِعَهُ من حُنينٍ
= التعبير: باب أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة. وأخرجه مسلم رقم (١٦٠) في الإيمان: باب بدء الوحي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ والترمذي رقم (٣٦٣٦) في المناقب، باب رقم (١٣). ومعنى كلام خديجة رضي الله عنها: أنك لا يصيبك مكروه؛ لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل. انظر شرح مسلم للنووي ١/ ٢٠٢. (١) أخرجه البخاري مطولًا رقم (٢٨٥٧) في الجهاد: باب اسم الفرس والحمار، ورقم (٢٩٠٨): باب الحمائل وتعليق السيف بالعتق. ومسلم رقم (٢٣٠٧) في الفضائل: باب شجاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقدمه للحرب. ونصه: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسنَ الناس وَجْهًا، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس؛ ولقد فَزعَ أهل المدينة ذات ليلةٍ، فانطلق ناس من قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعًا، وقد سبقهم إلى الصوت … " إلى آخر الحديث. (٢) رقم (٢٣١٢). في الفضائل: باب ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال: لا. (٣) ويروى: "فما يلبَث إِلا يسيرًا حتى يكون". (٤) أخرجه مسلم رقم (٢٣١٣) في الفضائل: باب ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال: لا. ورواه الترمذي رقم (٦٦٣) في الزكاة: باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم. (٥) هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، أول من دوَّن الحديث، وأحد أكابر الحفاظ والفقهاء، توفي سنة ١٢٤ هـ. (٦) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٥٤ - ٨٥٥. (٧) أخرجه البخاري رقم (٢٨٢١) في الجهاد: باب الشجاعة في الحرب، وباب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه رقم (٣١٤٨). ولم يرد في صحيح مسلم.