أَيْ أنَّه من أدلة الحنفية، وأنَّ الجمهور أجابوا عنه بأنَّ ذلك في الأمور اليابسة، وقد عبر عنها المؤلف بالعشب، وليس قصده هو العشب الذي هو الكلأ، لكن قصده العشب الذي اختلط بنجاسةٍ كما سيذكر ذلك مرارًا.
يُحَاول المؤلف هنا أن يقيم حوارًا ومناقشةً بين الحنفية والشافعية،
(١) أخرجه أبو داود (٣٨٣) عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنها سألت أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي، وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يطهره ما بعده"، وَصَحَّحه الأَلْبَانيُّ في "صحيح أبي داود" (الأم) (٤٠٩). (٢) أخرجه أبو داود (٣٨٥) وغيره، وصححه الأَلْبَانيُّ في "المشكاة" (٥٠٣). (٣) انظر: "صحيح أبي داود" للأَلْبَانيِّ (٢/ ٢٣٨، ٢٣٩).