"لا" النافية للجنس حرف ناسخ من أخوات: "إنًَّ"١ ينصب الاسم٢: ويرفع الخبر٣. ولكنها لا تعمل هذا العمل إلا باجتماع شروط ستة:
أولهما: أن تكون نافية. فإن لم تكن نافية لم تعمل٤ مطلقاً.
ثانيهما: أن يكون الحكم المنفى بها شاملا جنس اسمها كله، "أى: منصبًّا على كل فرد من أفراد ذلك الجنس". فإن لم يكن كذلك لم تعمل عمل "إنّ"٥،: نحو: لا كتابٌ واحدٌ كافياً....، إذ أن كلمة:"واحد" قد دلت دلالة قاطعة على أن النفى ليس شاملا أفراد الجنس كله، وإنما هومقصور على فرد واحد.
ثالثهما: أن يكون المقصود بها نفى الحكم عن الجنس نصًّا - لا احتمالا - فإن لم يكن على سبيل التنصيص لم تعمل عمل "إنّ"٥ كالأمثلة السالفة أول البحث.
رابعها: ألا تتوسط بين عامل ومعموله "بأن تكون مسبوقة بعامل قبلها
١ ومن الفوارق بينهما صحة وقوع: "ما" الزائدة بعد: "إن" وأخواتها على الوجه السابق في بابهما، ولا يصح وقوعها بعد: "لا" وقد سبقت الإشارة لهذا في آخر رقم ٥ من هامش ص ٦٦٤ - ٢ انظر الملاحظة المدونة في رقم ٤ من هامش ص ٤١٠ وتختص بعدم وقوع "ما المصدرية" و"أن المصدرية" بنوعيها "المخففة والناصبة للمضارع" مع صلتهما مبتدأ بعد "لا" النافية للجنس غير المكررة -راجع البيان هناك- ٣ سبق في أول هامش ص ٤٤٤ ما يفيد أن خبرها كغيره من أخبار المبتدأ وأخبار النواسخ، قد يتمم المعنى بنفسه - كالأمثلة السالفة - وقد يتممه بنفسه مع تابعه حين لا تتحقق الفائدة به وحده كقول الشاعر: ولا خير في رأي بغير روية ... ولا خير في جهل تعاب به غدا هذا، ويشترط في خبرها ما يشترط في كل أخبار النواسخ مما سبقت إليه الإشارة في ص ٥٤٦ و ٥٤٧ وفي المبتدأ والخبر، هامش ص ٤٤٣. ٤ كأن تكون اسما بمعنى، غير، نحو: فعلت الخير بلا تردد، أو: تكون الزائدة، فلا تعمل شيئا في الحالتين، ولا تختص بالدخول على الجمل الاسمية، ومن الأمثلة الزائدة قوله تعلى مخاطبا إبليس: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ....} وقوله: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَاب} ومثل، "لا" الثانية في قوله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَة....} أو تكون ناهية فتختص بجزم المضارع، مثل: لا تتردد في عمل الخير. "٥ و٥" وعملت عمل ليس، نحو: لا قلم مكسورا، أو أهملت وتكررت، نحو: لا قلم مكسور، ولا كتاب ضائع. "واختيار هذه أو تلك خاضع لما يقتضيه المعنى المراد".