العددية غير "عشرة" كأن يليها العقد: عشرون، أو ثلاثون، أو أربعون ... أو أخوات هذه العقود، فيقال: الخامس والعشرون، السادس والثلاثون، السابع والأربعون، الثامنة والستون، التاسعة والسبعون ... وهكذا. وفيما يلي البيان:
أ- اشتقاق صيغة فاعل من غير أن يليها العقد:"عشرة"، ولا غيره من العقود:
١- قد يكون الغرض من صوغ "فاعل" من أحد الأعداد السالفة بدون أن تذكر بعده كلمة: "عشرة" أو عقد آخر: هو استعماله منفردا عن الإضافة؛ ليفيد الاتصاف بمعنى العدد الذي كان أصلا للاشتقاق. فحين نقول: هذا ثان، أو ثالث، أو رابع، أو خامس ... يكون المراد: أنه واحد موصوف بهذه الصفة وهي: كونه ثاانيا. أو ثالثا، أو رابعا، أو خامسا ... دون زيادة على هذا المعنى الدال على مرتبة صاحبه بين الأفراد الأخرى، أي على ترتيبه الحسابي بالنسبة لغيره؛ فيكون الغرض: المرتبة الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة ... "كالباب الثاني، الفصل الثالث، القسم الرابع ... " ويقال في المؤنثة: هذه ثانية، أو ثالثة، أو رابعة، أو خامسة.. على المعنى السالف، المحصور في الدلالة على الترتيب.
وحكم صيغة:"فاعل" في الأمثلة السالفة وأشباهها هو الإعراب بالحركات١ على حسب ما يقتضيه الكلام، مع مطابقة الصيغة في التذكير والتأنيث لمدلولها٢..
٢- وقد يكون الغرض من صوغ:"فاعل" استعماله مضافا إلى العدد الأصلي الذي اشتق منه، للدلالة على أن:"فاعلا" هذا هو بعض من العدد الأصلي المحدد،
١ وتكون الحركات ظاهرة إلا كلمة: "ثان" فتعرب إعراب المنقوص. ٢ وإلى هذه الحالة يشير ابن مالك بقوله: وصغ من اثنين فما فوق ... إلى ... عشرة: "كفاعل" من فعلا-١٣ أي: صغ وزنا على مثال: "فاعل" كما تصوغه من الفعل الثلاثي: "فعل" على أن تكون الصياغة مأخوذة من العدد "اثنين" أو ما "فوقه" إلى "عشرة"، "أي: صغ كفاعل ... والكاف هنا اسم بمعنى: مثل، ثم قال: واختمه في التأنيث بالتا. ومتى ... ذكرت فاذكر "فاعلا" بغير تا-١٤ يريد: أنت "فاعلا" بزيادة تاء التأنيث في آخره حين يكون المعنى على التأنيث، فإن لم يكن المعنى على التأنيث فلا تأت بها.