الملحوظة المعطوفة على أخرى قبلها. والتقدير عند البصريين: حتى يكون عزيزا من نفوسهم أو حتى أن يبين ...
ح- يتساءل بعض النحاة عن معنى "حتى" في قول العرب: "ما سلم فلان حتى ودع"، وفي قول الشاعر:
ركب الأهوال في زورته ... ثم ما سلم حتى ودعا
فقيل إنها ابتدائية تفيد الاستثناء هنا "فهي بمعنى: "إلا" التي تليها "أن" والاستثناء مفرغ في الظرف. والتقدير؛ ما سلم في وقت إلا وقت ودع الناس فيه.
وقيل إنها ابتدائية؛ بمعنى: لكن -ساكنة النون كالمألوف الكثير فيها- ومن شأن الابتدائية ألا تقطع الصلة المعنوية بين ما بعدها وما قبلها١، برغم أن ما بعدها لا بد أن يكون جملة مستقلة في إعرابها -فيكون المعنى ما سلم في وقت لكن ردع فيه. والمعنيان متقاربان.
د- إذا دخلت "حتى" الابتدائية على جملة لم يصح وقوع هذه الجملة خبرا عن مبتدأ أو عن ناسخ ... أو٢ ...
١ أين هذه الصلة المعنوية بين ما قبلها وما بعدها في قول الفرزدق يذم "كليبا" قبيلة الشاعر جرير: فواعجبا. حتى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع -نهشل- ومجاشع من آباء الفرزدق. يقول المعنى ج١ عند الكلام على "حتى" ما نصه: "لا بد من تقدير محذوف قبل "حتى" في هذا البيت، يكون ما بعد "حتى" غاية له. أي: فواعجبا. يسبني الناس حتى كليب تسبني ... ". ا. هـ. وقد سبقت إشارة لهذا في ج٣ باب: "العطف" عند الكلام على "حتى" م١١٨ ص٥٦٢. ٢ راجع البيان الخاص بهذا عند الكلام على الشرط الثالث، ص٣٤٣.