وكان أبو سفيان يوم أحد نادى: موعدنا وإياكم بدر في عامنا المستقبل. فأمر رسول الله ﷺ بعض أصحابه أن يجيبه بنعم؛ فأقام رسول الله ﷺ منصرفه من ذات الرقاع (٢) بالمدينة، بقية جمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، ثم خرج في شعبان من السنة الرابعة، للميعاد المذكور. فاستعمل على المدينة [عبد الله بن](٣) عبد الله بن أبي ابن سلول، ونزل في بدر، فأقام هنالك ثمان ليال. وخرج أبو سفيان في أهل مكة، حتى نزل مجنة (٤) من ناحية الظهران، وقيل: بلغ عسفان، ثم بدا لهم في الرجوع، واعتذر بأن العام عام جدب.
غزوة دومة الجندل (٥)
وانصرف رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأقام بها إلى أن انسلخ ذو الحجة من السنة الرابعة من الهجرة، ثم غزا ﵇ إلى
(١) تسمى هذه الغزوة أيضاً بدراً الصغرى أو بدر الموعد. انظر خبرها في ابن هشام ٣: ٢٢٠، وابن سعد ٢/ ٤٢، والطبري ٣: ٤١، وأنساب الأشراف ١: ١٦٣، وابن سيد الناس ٢: ٥٣، وابن كثير ٤: ٨٧، والإمتاع: ١٨٣، والمواهب ١: ١٣٩، وتاريخ الخميس ١: ٤٥٦. (٢) انظر الإمتاع: ١٨٦ حيث يورد رأي ابن حزم في أن بدراً الآخرة بعد ذات الرقاع … (٣) ساقطة من الأصل. وفي الإمتاع: ١٨٤، والمواهب ١: ١٤٠، وتاريخ الخميس ١: ٤٦٥ أنه استعمل عليها عبد الله بن رواحة. (٤) في الأصل: تحته. (٥) انظر خبر هذه الغزوة في: ابن هشام ٣: ٢٢٤، وابن سعد ٢/ ١: ٤٤، والطبري ٣: ٤٣، وأنساب الأشراف ١: ١٦٤، وابن سيد الناس ٢: ٥٤، وابن كثير ٤: ٩٢، وزاد المعاد ٢: ٢٧٨، والإمتاع: ١٩٣، والمواهب ١: ١٤٠، وتاريخ الخميس: ١: ٤٦٩.