والضبوعة، ثم سلك فرش ملل (١)، حتى لقي الطريق بصخرات اليمام (٢) إلى العشيرة من بطن ينبع، فأقام هنالك باقي جمادى الأولى، وليالي [من](٣) جمادى الآخرة، ووادع فيها بني مدلج، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق حرباً.
غزوة بدر الأولى (٤)
فلم يقم النبي ﷺ بعد العشيرة إلا نحو عشر ليال (٥)، حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج رسول الله ﷺ في طلبه، حتى بلغ وادياً يقال له: سفوان، في ناحية بدر، ففاته كرز، فرجع ﷺ إلى المدينة.
بعث سعد بن أبي وقاص (٦)
وقد كان رسول الله ﷺ بعث في خلال هذه الغزوة سعد ابن أبي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين، فبلغ الخرار (٧)، ثم رجع إلى
(١) فرش ملل: على عشرين ميلاً من المدينة أو أكثر قليلاً. (٢) في ياقوت: صخيرات اليمام، بالتصغير. وانظر ص: ١٠٨ من هذا الكتاب، حيث وردت: صخيرات، كذلك. وفي ابن هشام ٢: ٢٤٩، والطبري ٢: ٢٦٠: صحيرات اليمام. وانظر تاج العروس (صحر). (٣) زيادة من ابن هشام. (٤) انظر خبر بدر الأولى في: ابن هشام ٢: ٢٥١، وابن سعد ٢/ ١: ٤، وابن سيد الناس ١: ٢٢٧، وابن كثير ٣: ٢٤٧، والإمتاع: ٥٤، والمواهب ١: ٩٨، وتاريخ الخميس ١: ٣٦٥. (٥) نقلت هذه العبارة عن ابن حزم في الإمتاع: ٥٤، والمواهب ١: ٩٨، وتاريخ الخميس ١: ٣٦٥. (٦) انظر: ابن هشام ٢: ٢٥١، وابن سعد ٢/ ١: ٣، والطبري ٢: ٢٥٩، وابن سيد الناس ١: ٢٢٥، والإمتاع: ٥٣، وتاريخ الخميس ١: ٣٥٩. (٧) الخرار، بالفتح ثم التشديد: من أودية المدينة، وقيل: إنه آبار عن يسار المحجة قريبة من خم.