ثم خرج رسول الله ﷺ في ربيع الآخر المؤرخ، وهو صدر العام الثاني من مقدمه ﷺ بالمدينة، واستعمل على المدينة السائب ابن مظعون، حتى بلغ بواط من ناحية رضوى، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيداً ولا حرباً.
غزوة العشيرة (٢)
فأقام رسول الله ﷺ بقية ربيع الآخر، وبعض جمادى الأولى، ثم خرج غازياً، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأخذ على نقب بني دينار بن النجار، وأخذ [على](٣) فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر، فثم له مسجد، وموضع أثافي طعامه معلوم هنالك، وبها ماء يقال له: المشيرب (٤)، ثم ترك الخلائق (٥) بيساره، وسلك شعب عبد الله إلى اليسار حتى هبط يليل، فنزل بمجتمع يليل
(١) انظر: ابن هشام ٢: ٢٤٨، وابن سعد ٢/ ١: ٣، والطبري ٢: ٢٦٠، ٢٦١، وأنساب الأشراف ١: ١٣٥، وابن سيد الناس ١: ٢٢٦، وابن كثير ٣: ٢٤٦، وزاد المعاد ٢: ٢١٢، والإمتاع: ٥٤، وتاريخ الخميس ١: ٣٦٣، والمواهب ١: ٩٨. (٢) انظر: ابن هشام ٢: ٢٤٨، وابن سعد ٢/ ١: ٤، والطبري ٢: ٢٦٠، ٢٦١، وأنساب الأشراف ١: ١٣٥، وابن سيد الناس ١: ٢٢٦، وابن كثير ٣: ٢٤٦، والإمتاع: ٥٤، والمواهب اللدنية: ٩٨، وتاريخ الخميس ١: ٣٦٣. (٣) زيادة يقتضيها السياق. (٤) في الأصل: المشترب، وكذلك هو في ابن هشام ٢: ٢٤٩، وجعلها ياقوت: المشيرب، وقال: وجدته في مغازي ابن إسحاق: المشترب. وهي المشيرب في الطبر ٢: ٢٦٠. (٥) الخلائق: أرض بنواحي المدينة لعبد الله بن أبي أحمد بن جحش، ويقال فيها: الحلائق، بالحاء.