فضلاء المسلمين، ممن أكرمه الله تعالى بالشهادة في ذلك اليوم على رسول الله ﷺ في الخزرج إلى قتالهم، حتى دخل النبي ﷺ فلبس لأمته وخرج، وذلك يوم الجمعة، فصلى على رجل من بني النجار مات، يقال له: مالك بن عمرو، وقيل: بل اسمه محرز ابن عامر؛ فندم الذين ألحوا عليه، وقالوا: يا رسول الله إن شئت فاقعد. فقال رسول الله ﷺ: ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل. فخرج رسول الله ﷺ في ألف من أصحابه، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم للصلاة بمن بقى بالمدينة من المسلمين. فلما صار رسول الله ﷺ بالشؤط بين المدينة وأحد، انصرف عبد الله ابن أبي ابن سلول بثلث الناس مغاضباً إذ خولف رأيه، فاتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر، يذكرهم الله ﷿ والرجوع إلى رسول الله ﷺ، فأبوا عليه، ورجع عنهم إلى رسول الله ﷺ.
وقد ذكر له قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من يهود فأبى [من](١) ذلك، ومن أن يستعين بمشرك.
فسلك [﵇ مع المسلمين](٢) حرة بني حارثة، وقال: من يخرج بنا (٣) على القوم من كثب فقال أبو خيثمة، أحد بني حارثة: أنا يا رسول الله. فسلك به بين أموال بني حارثة، حتى سلك في مال
(١) في الأصل: فأبى ذلك من أن يستعين. وتصحيحه من الإمتاع: ١٢٠. (٢) وقعت هذه الجملة في الأصل بعد قوله " ورجع عنهم إلى رسول الله ﷺ ". ولا معنى لها هنالك، فيرددناها إلى موضعها الصحيح. (٣) في الأصل: من بنا يخرج.