والباطل في عرف الفقهاء ضد الصحيح في عرفهم، وهو ما أبرأ الذمة. فقولهم: بطلت صلاته وصومه لمن ترك ركنا بمعنى وجب القضاء؛ لا بمعنى أنه لا يثاب عليه بشيء في الآخرة وقال تعالى:{وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[٣٣/٤٧] الإبطال هو إبطال الثواب ولا يُسَلَّم بطلانه جميعه؛ بل قد يثاب على ما فعله فلا يكون مبطلا لعمله (١) .
[[إذا استدل مبطل بآية أو حديث صحيح ففي ذلك ما يدل على نقيض قوله]]
قال لي شيخنا: أنا ألتزم أن لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله، فمنها هذه الآية:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}[١٠٣/٦] هي على جواز الرؤية أدل منها على امتناعها (٢) .