قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله! في كثرة الخلائق؟ قال:
" أرأيت لو دخلت صِيَرة (*) فيها خيل دُهم بُهم (١) ، وفيها فرسٌ أغرُّ
مُحَجَّلٌّ (٢) ؛ أما كنت تعرفه منها؟ ". قال: بلى. قال:
(*) في الأصل: (صبرة) - كما كان سابقاً في " صفة الصلاة "، تبعاً لـ " المسند " -، وقد نقلنا تصحيحها ومعناها من " صفة الصلاة " - المطبوعة - (ص ١٤٩) : { (الصِّيَرة) : حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة، وأغصان الشجر، وجمعها (صِيَر) - كما في " النهاية " -} . والمعنى: مجتمع فيها خيل. (١) " دُهم ": جمع أدهم، وهو: الأسود. " بُهم ": جمع بهيم، وهو في الأصل: الذي لا يخالط لونَه لونٌ سواه. - كما في " النهاية " -. وفي " القاموس ": " والبهيم: الأسود، وما لا شية فيه من الخيل - للذكر والأنثى -، والنعجة السوداء، والخالص الذي لم يَشُبْهُ غيره ". (٢) " أغرّ " من الغرة، وهو: البياض الذي يكون في وجه الفرس. " مُحَجّل " وهو: من الخيل الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد، ويجاوز الأرساغ، ولا يجاوز الركبتين؛ لأنهما مواضع الأحجال وهي: الخلاخيل والقيود، ولا يكون التحجيل باليد واليدين، ما لم يكن معها رِجل أو رِجلان. " نهاية ".