أهل السنة هم الذين يحملون العلم، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ ولهذا قال ابن سيرين رحمه الله:((لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سمُّوا لنا رجالكم، فَيُنْظَرُ إلى أهل السنة فيُؤخَذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يُؤخَذ حديثهم)) (١).
٩ - أهل السنة هم الذين يحزنُ الناسُ لفراقهم:
قال أيوب السختياني رحمه الله:((إني أُخْبَرُ بموت الرجل من أهل السنة فكأنما أفقد بعض أعضائي)) (٢)، وقال:((إن الذين يتمنون موتَ أهل السُّنَّةِ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتِمّ نوره ولو كره الكافرون)) (٣).
المطلب الثالث: السنة نعمةٌ مطلقة
[النعمة نعمتان: نعمة مطلقة، ونعمة مقيدة:]
أولاً: النعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد، وهي: نعمة الإسلام، والسنة؛ فإن سعادة الدنيا والآخرة، مبنية على أركان ثلاثة: الإسلام، والسنة، والعافية في الدنيا والآخرة. ونعمة الإسلام والسنة هي النعمة التي أمرنا الله - عز وجل - أن نسأله في صلاتنا أن يهدينا صراط أهلها، ومن
(١) مسلم، في المقدمة، باب الإسناد من الدين، ١/ ١٥. (٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، ١/ ٦٦، برقم ٢٩. (٣) المرجع السابق، ١/ ٦٨، برقم ٣٥.