أو ينفعون، أو يعطون أو يمنعون، أما من فعل ذلك يرجو البركة من الله بالتبرك بهم فقد ابتدع بدعة نكراء، وعمل عملاً قبيحاً (١).
٣ - من التبرك الممنوع: التبرك بالجبال والمواضع؛ لأن ذلك يخالف ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتبرك بذلك يسبب تعظيم هذه الجبال والمواضع، ولا يجوز القياس على تقبيل الحجر الأسود، أو الطواف بالبيت؛ فإن ذلك عبادة لله - عز وجل - توقيفية، ولا يمسح غير الحجر الأسود والركن اليماني من الكعبة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستلم من الأركان إلا الركنين اليمانيين باتفاق العلماء (٢)، قال الإمام ابن القيم رحمه الله:((ليس عل وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه وتحط الأوزار فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني)) (٣).
وقال رحمه الله عند كلامه على خصائص مكة:((ليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها، والطواف بالبيت الذي فيها غيرها)) (٤).
وقال شيخ الإسلام في حكم الطواف بغير الكعبة:((وأما الطواف بذلك فهو من أعظم البدع المحرمة، ومن اتخذه ديناً يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل)) (٥).
(١) انظر: المرجع السابق، ص ٣٨١ - ٤١٨. (٢) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية، ٢/ ٧٩٩. (٣) زاد المعاد في هدي خير العباد، ١/ ٤٨. (٤) زاد المعاد، ١/ ٤٨. (٥) مجموع فتاوى ابن تيمية، ٢٦/ ١٢١.